المدرب الذهبي عيسى السعدون يكشف لـ «الوسط الرياضي»:
هذه أسباب توقيعي للمحرق... وتجربتي مع الأولمبي ناجحة بكل المقاييس
الوسط – محمد طوق
دخل المدرب الوطني الشاب عيسى السعدون التاريخ من أوسع أبوابه وحقق الحلم الذي طال انتظاره سنوات كثيرة عندما تمكن من إدخال درع جديد داخل خزائن القلعة الحمراء بقيادته الذئاب بالفوز بلقب دوري الدرجة الاولى لكرة القدم للموسم الرياضي 2010-2011 والأدهش من ذلك انعاشه الذئاب (اللاعبين) الذين كانوا قاب قوسين أو أدنى من الانهيار بعد النتائج المتدنية التي حققها الفريق عندما كان المدرب الكرواتي رادان مشرفا على الفريق.
وعلى رغم الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها المدرب الكرواتي رادان إلا أن نتائجه لم تكن مرضية وليست بطموح المحرقاوية ما أدى إلى تعاقد إدارة النادي مع مدرب فئة الشباب آنذاك الشاب عيسى السعدون الذي قبل التحدي وقلب الموازين رأسا على عقب، فحقق مع الفريق نتائج مبهرة وغير من مجرى نفسية اللاعبين الذين أختلف مستواهم كثيراً، واستحق السعدون أن يظفر بلقب الدوري بعد الجهد الكبير الذي بذله مع الفريق.
الفترة الأخيرة وتحديداً بعد انتهاء الموسم، سارع الاتحاد البحريني لكرة القدم التعاقد مع السعدون ليكون مساعداً لمدرب منتخبنا الأولمبي سلمان شريدة، واستمر السعدون مع الأولمبي لمدة شهر كامل وكان قريب جداً من مواصلة العمل مع الأولمبي إلا أن اللحظة الأخيرة أعادته للمحرق ليكون مساعداً للمدرب التونسي لطفي رحيم في الموسم المقبل بالإضافة إلى أنه سيكون مدرباً لفئة الشباب في النادي الموسم المقبل.
«الوسط الرياضي» تحدث مع المدرب الذهبي الشاب عيسى السعدون، وكشف السعدون عن توقيعه للمحرق بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من التوقيع لاتحاد الكرة بالإضافة إلى تحدثه عن مشواره مع الكرة المحرقاوية عندما كان مدرباً للفريق في الموسم الماضي. وإليكم ما دار بين «الوسط الرياضي» والسعدون:
التوقيع للمحرق
قبل أيام قليلة كنت على وشك التوقيع مع اتحاد الكرة وتواصل عملك كمساعد لمدرب منتخبنا الأولمبي سلمان شريدة، حدثت هناك تطورات جعلتك توقع مع المحرق، هل بالإمكان الكشف عن تفاصيل عودتك للمحرق؟
- في الفترة الأخيرة حصلت على بعض العروض، وأعطيت الأولوية الأولى للمحرق، وفاوضني الاتحاد البحريني لكرة القدم لمواصلة العمل مع شريدة في الأولمبي وبالفعل كنت على وشك التوقيع، فكان هذا الحديث يوم الخميس واتفقت مع اتحاد الكرة على التوقيع بعد يومين وتحديداً الأحد قبل الماضي.
تلقيت على مكالمة من احدى الشخصيات المحرقاوية المقربة بشكل كبير من رئيس النادي الشيخ أحمد بن علي آل خليفة، والشخصية أخبرتني بأنه سينقل لي بعض الحديث عن رئيس النادي، وأخبرني بأن الرئيس يريدني أن أواصل العمل في المحرق وقام بتوجيه عدد كبير من الكلمات التي أخجلتني وجعلتني أتراجع عن التوقيع مع الاتحاد وبالفعل وقت مع المحرق بالعرض نفسه الذي تلقيه من اتحاد الكرة لكن الفرق أن هناك بعض المميزات التي سأحصل عليها مع المحرق.
سأشرف على تدريب فئة الشباب بالنادي بالإضافة إلى أنني سأكون مساعداً للمدرب التونسي لطفي رحيم في الفريق الأول. وأعتقد أن هذا القرار لن أكون نادماً عليه وخصوصاً أن المحرق بيتي وهو من وصلني لهذا المستوى.
حدثنا عن شعورك عندما أخبروك العام الماضي أنك ستشرف على الفريق الأول؟
- عندما تحدثوا معي مجلس الإدارة وتحديداً مدير النادي الأخ العزيز عيسى الكواري وطلب مني تسلم مهمة الإشراف على الفريق الأول خلفاً للمدرب الكرواتي رادان، شعرك بسرور كبير على رغم الظروف التي يمر بها الفريق آنذاك، لكنني لم أتوان بخدمة النادي وقبلت التحدي الذي كان صعباً للغاية وكان شعوري ممزوج بالفرحة والخوف وخصوصاً أنني كنت مطالب بتحقيق البطولة في ظل تعطش الجماهير المحرقاوية الوفية بتحقيق البطولة من جديد بعد غيابها عن خزائنه.
كنت أحمل على عاتقي مسئولية كبيرة لكنني واجهت تعاونا كبيرا من اللاعبين الذين أبدوا رغبتهم الكبيرة بتغيير الصورة التي ظهروا عليه وكانت بدايتي أكثرها نفسية للاعبين، وكان يراودني في البداية صعوبة تحقيق البطولة ودخلت في أول مهمة لي كمدرب للفريق أمام البسيتين التي حققنا فيها التعادل وقلصنا الفارق مع المتصدرين واقتربنا كثيراً وبدأنا تحقيق النتائج الإيجابية التي أوصلتنا للبطولة ولله الحمد.
أجمل الأيام التي عشتها مع الكرة المحرقاوية في الموسم الماضي، فالبطولة جاءت بعزيمة وإصرار والوقفة الكبيرة التي حظي بها الفريق من قبل مجلس إدارة النادي وعلى رأسهم رئيس النادي الشيخ أحمد بن علي آل خليفة والجماهير المحرقاوية الوفية التي أعطتنا دافع كبير لتحقيق النتائج الجيدة والوصول لمنصات التتويج.
ما هي أبرز الصعوبات التي تواجه المحرق؟
- أعتقد أن المحرق لا تواجهه أي صعوبات، فعلى رغم أنه مر بأزمة عندما رحل عنه لاعبين مميزين أمثال جيسي جون وفتاي وعبدالله عمر وفوزي عايش لكن المحرق يبقى كبيراً بفضل رجالاته.
أما الموسم الماضي فكان ينقص الفريق المحترف البارز الذي يعطي الفارق، فلم يكن المحترفين بمستوى الطموح.
تجربة الأولمبي
كيف تقيم تجربتك مع الأولمبي؟
- أعتقد أن التجربة كانت ناجحة بكل المقاييس، والعمل مع المدرب القدير سلمان شريدة يعطيني الفائدة الكبيرة في ظل خبرته وحنكته التي يتمتع بها شريدة وكنت حريص كل الحرص على الخروج بفوائد كبيرة ولله الحمد تحققت أكثر رغباتي.
صحيح أنني عملت مع الأولمبي لمدة شهر وبالإمكان القول بأنها ناجحة كون المنتخب حقق المراد وتأهل للدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة لأولمبياد لندن 2012 بعد اجتيازه المنتخب الفلسطيني الصعب والذي يمتلك امكانات عالية.
المنتخب يمتلك مجموعة كبيرة من اللاعبين المميزين الذين يحتاجون لدعم كبير ووقفة جادة، فهؤلاء سيكونون خير من يحمل لواء تمثيل الوطن في المرحلة المقبلة وأعتقد بأنهم قادرون على تحقيق أفضل النتائج في ظل الامكانات العالية التي يمتلكها هؤلاء اللاعبين، بالإضافة إلى ذلك فإن المنتخب يحتاج للقاءات قوية لاكتساب الخبرة بشكل أكبر والاحتكاك أكثر، فالمنتخب حالياً يشرف عليه مدرب ذو كفاءة عالية وهو المدرب القدير سلمان شريدة الذي بإذن الله سيحقق النتائج الطيبة مع المنتخب في الفترة المقبلة.
هل الأولمبي قادر على المنافسة والصعود لأولمبياد لندن 2012؟
- بكل تأكيد أنه قادر على المنافسة والصعود، فالقرعة أوقعت أولمبينا مع اليابان وماليزيا وسورية، وأعتقد أن اليابان سيكون المنافس الأكبر لمنتخبنا وفي الفترة الأخيرة كنا نتفوق على اليابان وأعتقد أنه قادر على المنافسة والصعود بإذن الله.
نحن أفضل بكثير من حيث الامكانات واللاعبين من المنتخبين السوري والماليزي لكن الفترة المقبلة تحتاج إلى دعم أكبر ولقاءات قوية مثلما ذكرت ولابد أن يكون العمل يسير وفق الخطة التي يوضعها المدرب وأتمنى كل التوفيق للمنتخب وتحقيق الحلم الذي طال انتظاره برؤية الأولمبي في الأولمبياد العالمية.
وأود أن أشير بأن بالمنتخب كان فاقداً للانتصارات، فشارك في بطولتين ولم يحقق أي انتصار وعندما جاء شريدة حقق مع عدد من الانتصارات وهذا عامل مهم ساهم بوصول الأولمبي للمرحلة الأخيرة من التصفيات التي ستكون صعبة لكن الأولمبي قادر وبقوة من الوصول للأولمبياد.
طموحي الإشراف على أحد المنتخبات
ما هو طموحك في المستقبل؟
- لكل مدرب طموح يريد الوصول إليه، وبصراحة حققت أمنية كنت أحلم بها منذ توجهي للتدريب وهي الإشراف على الفريق الأول بالمحرق وتحقيق بطولة الدوري، والحمد لله حققت هذه الأمنية الموسم الماضي وكنت سابقاً أقول متى سأكون مدرباً للمحرق وبفضل الله سبحانه وتعالى أشرفت على المحرق وحققت بطولة الدوري.
أما الطموح الذي يراودني حالياً هو الوصول لأحد المنتخبات الوطنية والإشراف على تدريبها وأتمنى أن تتيح الفرصة لي وأكون مدرباً لأحد المنتخبات.
كلمة أخيرة؟
أود أن أقدم جزيل الشكر والتقدير لرئيس نادي المحرق الشيخ أحمد بن علي آل خليفة على الوقفة الكبيرة التي حظيت بها في الفترة المقبلة من معاليه، وأشكره على اتاحة الفرصة لي للاشراف على المحرق الذي أفديه بروحي.
وأشكر أيضاً المدرب الوطني القدير سلمان شريدة على الدعم الكبير الذي قدمه لي والخبرة الكبيرة التي اكتسبتها منه، وأتمنى له دوام التوفيق والنجاح في مسيرته المقبلة والتي كانت ناجحة في مجاله التدريبي بالإضافة إلى أنه كان لاعباً مميزاً في المنتخبات الوطنية ويستحق كل الإشادة والتقدير.
وأخيراً... أشكر «الوسط الرياضي» على هذه الوقفة التي قدمها لي في الفترة المقبلة وعلى هذا اللقاء الذي اتاح لي التعبير عن شعوري وأيضاً أقدم الشكر للاتحاد البحريني لكرة القدم على ما قدمه لي في الفترة الماضية وإلى المشرف العام على المنتخب الأولمبي حافظ الدوسري ومدير المنتخب محمد جمعة والإداري النشط والخبير فهد جلال وإلى جميع من وقف معي في الفترة الماضية ولا أنسى أن أقدم الشكر الكبير والعظيم للجماهير المحرقاوية على الدعم الكبير الذي قدمته للفريق طوال الموسم الماضية وخصوصاً الموسم الماضي الذي أبكتني بوقفتها الكبيرة طوال الموسم